القرآن والعلم الحديث "الأرض" 23
✍بوعلام محمد بجاوي
ثم اختلفوا في:
تعيين هذا المصدر
عدده: هل واحد أو أكثر
والذي قال بالكثرة:
اختلفوا هل محدود أو لا متناهي
قال "أرسطو" في "ما وراء الطبيعة": على أية حال، لم يتفق الجميع على نوع ورقم هذه المبادئ .اهـ[1]
وقال في "الطبيعة": وعلى هذا المثال يبحثون عن الموجودات: كم هي؟ وذلك أنهم من قبل
بحثهم عن الأشياء التي تكون بها الموجودات يبحثون عنها أولا:
واحدة هي أو كثيرة؟
وإن كانت كثيرة: فمتناهية هي أو غير متناهية، فيكون بحثهم
عن المبدأ وعن الاُسْطُقُسّات[2]: واحدة هي أو كثيرة؟ .اهـ[3]
وقال: وإن كانت غير
متناهية:
فإما أن تكون:
على ما قال "ديمقريطس" ( 460 ق م – 370 ق م ): واحدة في
الجنس إلا أنهما في الشكل أو في الصورة مختلفة
أو تكون مع ذلك متضادة[4] .اهـ[5]
وقسم المبدأ الواحد:
إلى متحرك وغير متحرك[6]
ولم يقسم المبدأ الواحد
إلى: المتناهي وغير المتناهي وهو "الأبيرون" وينسب إلى "أناكسيمندر"، وذكره في "الطبيعة" في موضع، قال: وقوم قالوا: إن الأضداد موجودة في الواحد،
تنتفض فتخرج، على قول "انكسمندرس"
.اهـ[7]
قال أبو علي الحسن بن
السمح ( ت : 418 ): قسّم قوم المبدأ: إلى واحد وأكثر من واحد:
والواحد: قسموه إلى متناه أو غير متناه:
والمتناهي: إلى متحرك – أي متغيّر – وإلى غير متحرك
وغير المتناهي: إلى متحرك وغير متحرك
وقسموا الأكثر من واحد: إلى نهاية وغير نهاية
وقسموا كل واحد من هذين: إلى متحرك وغير متحرك
وآخرون سلكوا مسلك "أرسطو"
في القسمة، وقالوا إن المبدأ الواحد: ليس يجب أن يكون متناهيا أو غير متناه؛ لأن ذلك
فرع على الأبعاد والأعداد، وقد يجوز أن يظن الظان قبل البحث أن المبدأ كيفية،
والكيفيات لا تقبل النهاية ولا نهاية
ولم يقسم ما هو أكثر من واحد: إلى المتحرك وغير
المتحرك، بل قسمه إلى النهاية ولا نهاية فقط؛ لأن هذا أخص بالأعداد، وقد نبه [ "أرسطو" ] على قسمة المبدأ إلى تحرك ولا
تحرك في أول القسمة حين قسّم الواحد إلى متحرك ولا متحرك .اهـ[8]
الظاهر أن "أرسطو"
اقتصر على الاحتمالات التي لها قائل، ولم يعتبر القول المنسوب إلى "أناكسمندر"؛ لأنه لم يطلع عليه أو لم يفهمه
على أنه المصدر اللانهائي
أصحاب المصدر الواحد:
الماء أو الهواء أو
النار
طاليس: أصل الوجود
"الماء"
قال "أرسطو": فـ "طاليس" – مؤسس
هذا المذهب الفلسفي –: قال إن العنصر هو الماء .اهـ[9]
وله أصل في الاعتقادات اليونانية القديمة، وذكر
له توجيها أو استدلالا على هذا القول
قال "أرسط": وهناك من
يعتقد أن كل المفكرين القدماء الذين عاشوا قبل ذلك العصر، هم الذين قدموا أول
رواية عن الآلهة، وكان لديهم الرأي نفسه حول الوجود الأولي، فبالنسبة لهم كان
"المحيط" وتيثيس والدَيْن لكل من جاء إلى الوجود، والقسم المقدس
للآلهة كان بماء نهر ستيكس مثلما اطلقوا عليه؛ لأنه أقدم الأنهار وأعلاها مكانة، وأن
القسم به هو الأكثر تبجيلا وقداسة .اهـ[10]
إنكسمانس – تلميذ "أناكسمندر"
–: "الهواء"
"هيباسوس" و "هيراقليطس":
"النار"
قال
"أرسطو": أما "أناكسيرينيس[11]"
و"ديوجينيس" ( نحو 421 ق م - 323 ق م ) فقد اعتبرا الهواء أسبق
من الماء، ونظرا إليه بوصفه العنصر الأول في الأجسام البسيطة
في حين أن "هيباسوس"
من ميتابونتين[12]
و"هيراقليطس" الأفسوسي[13] ( 535 ق م – 470 ق
م ) قالا: إنه النار .اهـ[14]
وسبق الإشارة إلى مذهب "أناكسمندر" الواحد اللامتناهي "الأبيرون"[15]
[2] لفظ يوناني معناه الأصول، وهي مبدأ الوجود
[3] الطبيعة 1 / 6
[4] قول أناكساغوراس
[5] الطبيعة 1 / 5 – 6
[6] غير متحر كنسبه إلى
برمنديس ومالسس الطبيعة 1 / 5 وسفهه 1 / 7 وما بعدها
[7] الطبيعة 1 / 34
[8] الطبيعة
( الشرح) 1 / 6
[10] ما وراء الطبيعة ص: 34 – 35
[11] هكذا في الترجمة
والصواب "أنكسمانس" أو "أنكسمنيس" أو "أناكزيمينيس"
[12] الإيطالية، وهو من تلاميذ فيثاغورس
[13] أفسس من مدن تركيا
[15] تاريخ الفلسفة اليونانية: يوسف كرم ص: 27 –
28
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق