الأربعاء، 20 يوليو 2022

الموعظة بالإسلام 19

الموعظة بالإسلام 19

الموعظة بالإسلام 19

✍بوعلام محمد بجاوي

تؤصد وتغلق عليهم أبوابها بعد دخولها

قال تعالى } عليهم نار مؤصدة * { [ البلد : 20 ]

مطبقة عليهم أبوابها، لا يدخل فيها روح ولا يخرج منها غم[1]

وقال } إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ * { [ الهمزة : 8 – 9 ]

مغلقة بأوتاد، يشهد لها قراءة ابن مسعود "بعمد" إن كانت محفوظة عنه[2]

قال مقاتل بن سليمان ( ت : 150 ) : يعنى مطبقة في عمد ممددة يقول طبقت الأبواب ثم شدت بأوتاد من حديد من نار حتى يرجع عليهم غمها وحرها، فلا يفتح عليهم باب، ولا يدخل عليهم روح، ولا يخرج منها غم آخر الأبد .اهـ[3]

أي أن أبواب جهنم مغلقة ثم تفتح لهم ليدخلوها لقوله تعالى } وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا { [ الزمر : 71 ] ثم توصد عليهم بعد دخولها

تطبق عليهم عندما يجيبهم الله بقوله } اخسئوا فيها ولا تكلمون { [ المؤمنون : 108 ] جوابا عن قولهم } ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون {

قال يحيى بن سلام ( ت : 200 ) : ولها عمد، فإذا مدت تلك العمد أطبقت على أهلها، وذلك حين يقول } اخسئوا فيها ولا تكلمون { فإذا قال ذلك أطبقت عليهم، وهو قوله } إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ * { .اهـ[4]

وقال : قال سفيان [ بن سعيد ] الثوري ( ت : 161 ) : بلغني أنه إذا أخرج من النار من أخرج فلم يبق فيها إلا أهل الخلود، فعند ذلك يقول أهل النار } ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون { [ المؤمنون : 107 ] فيقول الله تبارك وتعالى } اخسئوا فيها ولا تكلمون { فإذا قال ذلك أطبقت عليهم فلم يخرج منها أحد. فذلك الفزع الأكبر .اهـ[5]

ويروى عن :

عبد الله بن عمرو بن العاص : الزهد والرقائق لابن المبارك – زيادات نعيم بن حماد – ( 2 / 91 – 92 ) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي أيوب العتكي عنه، وأخرجها غيره من طريق سعيد بن أبي عروبة وليس فيه "أطبقت النار" مصنف ابن أبي شيبة ( 35121 ) المجالسة وجواهر العلم ( 2293 ) الحاكم ( 3492 ، 8770 ) الأسماء والصفات و ( 480 ) البعث والنشور للبيهقي ( 1172 ) شرح السنة ( 4420 )

وفيه : "قتادة عن أبي أيوب" ليس في رواية التصريح بالسماع

عبد بن مسعود : مصنف ابن أبي شيبة ( 38633 ) المعجم الكبير للطبراني ( 9 / 354 – 355 – حديث : 9761 ) المستدرك (3874 ، 8772 ) البعث والنشور للبيهقي ( 1180 ) من طريق سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عبد الله بن هاني عنه

أبو الزعراء الكبير : لم يرو عنه غير سلمة بن كهيل، وحديثه هذا فيه نكارة

قال البخاري : روى عن ابن مسعود رضي الله عنه في الشفاعة، ثم يقوم نبيكم رابعهم، والمعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنا أول شافع. ولا يتابع في حديثه .اهـ[6]

يريد هذا الحديث

ويقال } في عمد { : يعود على أهل النار، أي أنهم يعذبون بعمد في النار

قال الطبري : وأولى الأقوال بالصواب في ذلك قول من قال : معناه: أنهم يعذبون بعمد في النار، والله أعلم كيف تعذيبه إياهم بها، ولم يأتنا خبر تقوم به الحجة بصفة تعذيبهم بها، ولا وضع لنا عليها دليل، فندرك به صفة ذلك، فلا قول فيه، غير الذي قلنا يصح عندنا، والله أعلم .اهـ[7]

وذكر تفسيرا ثالثا : يعذبون في عمد تمد عليهم بعماد

قال : وقال آخرون : بل معنى ذلك : إنما دخلوا في عمد، ثم مدت عليهم تلك العمد بعماد

ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد قال ثني أبي – هو بن محمد -، قال : ثني عمي – هو الحسين بن الحسن -  قال ثني أبي – هو الحسن بن عطية -  عن أبيه – هو ابن سعد العوفي - عن ابن عباس } في عمد ممددة { قال: أدخلهم في عمد، فمدت عليهم بعماد، وفي أعناقهم السلاسل، فسدت بها الأبواب

تفسير العوفي : لا يصح عن ابن عباس

وفُسّر } الفزع الأكبر { [ الأنبياء : 103 ] بإطباق جهنم

يروى عن :

عبد الله بن عباس : صفة النار لابن أبي الدنيا ( 134 ) حدثنا فضيل بن عبد الوهاب حدثنا عبد الوهاب [ بن عطاء الخفاف  عن ابن السائب عن أبي صالح [ مولى أم هانئ ] عن ابن عباس } لا يحزنهم الفزع الأكبر { قال : إذا أطبقت جهنم على أهلها

ابن السائب : هو الكلبي محمد بن السائب، وهو من التفاسير الضعيفة عن ابن عباس[8]

ويروى عن ابن عباس :  تفسيره بالنفخة الأولى : الطبري ( 16 / 422 ) تفسير العوفي عن ابن عباس، وعزاه في الدر المنثور لابن أبي حاتم أيضا

واختار هذا التفسير الطبري

قال : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال ذلك عند النفخة الآخرة، وذلك أن من لم يحزنه ذلك الفزع الأكبر وآمن منه، فهو مما بعده أحرى أن لا يفزع، وأن من أفزعه ذلك فغير مأمون عليه الفزع مما بعده .اهـ[9]

سعيد بن جبير أو الحسن البصري :

مصنف ابن أبي شيبة ( 36642 ) الطبري ( 16 / 421 ) يحيى بن يمان عن سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير أو عن الحسن في قوله تعالى  } لا يحزنهم الفزع الأكبر { قال : إذا أطبقت النار عليهم. وعزا في الدر المنثور كلام سعيد بن جبير إلى  عبد بن حميد وابن المنذر أيضا

ويروى عن الحسن : انصراف العبد إلى النار الطبري ( 16 / 422 ) حدثنا [ محمد ] ابن حميد، قال: ثنا حكام [ بن سلم ] عن عنبسة [ بن سعيد ] عن رجل  عن الحسن عنه . وعزاه في الدر المنثور لابن أبي حاتم

فيه مبهم، وعنبسة ضعيف[10] وحكام بن سلم : كان يحدث عن عنبسة أحاديث غرائب[11]، وهذا من عنبسة

سفيان بن سعيد الثوري :

الزهد لابن المبارك ( 167 ) سمعت سفيان، يقول في قول الله عزّ وجلّ } لا يحزنهم الفزع الأكبر { قال : حين تطبق عليهم جهنم. حلية الأولياء ( 7 / 78 ) من طريق أبي داود الحضرمي عن سفيان

ابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز :

وقرنه بذبح الموت

الطبري ( 16 / 421 – 422 ) من طريق سُنيد حجاج قال : قال ابن جريج : حين يطبق جهنم، وقال : حين ذبح الموت

ويروى عن عطاء بن أبي رباح أنه الموت : عزاه ابن كثير إلى عبد الرزاق عن يحيى بن ربيعة عنه[12]

قال ابن رجب : والمصيبة العظمى حين تطبق النار على أهلها وييأسون من الفرج وهو الفزع الأكبر الذي يأمنه أهل الجنة } الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى { [ الأنبياء : 101 ] .اهـ[13]

الموعظة بالإسلام 20

الموعظة بالإسلام 01

صفحة الدعوة


[1] تفسير البغوي 8 / 433

[2] تفسير الطبري 24 / 624 أخرجها الطبري عن محمد بن حميد وهو متروك - ميزان الاعتدال 3 / 530 – 531 –  ترجمة : 7453 – عن مهران ابن أبي عمر - قال الحسين بن حسن الرازي عن ابن معين: ...وعنده غلط كثير في حديث سفيان. ميزان 4 / 196 – ترجمة : 8828 عن سفيان عن قتادة

[3] تفسير مقاتل 4 / 837 - 838

[4] تفسير يحيى بن سلام 1 / 182 – 183

[5] تفسير يحيى بن سلام 1 / 348 – 349

[6] التاريخ الكبير 5 / 221

[7] تفسير الطبري 24 / 625

[8] قال ابن حجر : من روايات الضعفاء عن ابن عباس: التفسير المنسوب لأبي النضر محمد بن السائب الكلبي، فإنه يرويه عن أبي صالح، وهو مولى أم هانئ عن ابن عباس، والكلبي اتهموه بالكذب، وقد مرض فقال لأصحابه في مرضه: كل شيء حدثتكم عن أبي صالح كذب .اهـ العجاب في بيان الأسباب 1 / 209

[9] تفسير الطبري 16 / 422

[10] ميزان الاعتدال 3 / 299 – 300 ترجمة : 6503

[11] الأثرم عن أحمد تاريخ بغداد 9 / 207 – ترجمة : 4332

[12] تفسير ابن كثير 5 / 381

[13] لطائف المعارف ص : 326

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق