الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

القرآن والعلم الحديث : "الأرض" 11

القرآن والعلم الحديث الأرض 11
القرآن والعلم الحديث : "الأرض"
11

بوعلام محمد بجاوي

و هذا مبني على قاعدتين و هي الثانية و الثالثة :

الثانية : منع الظهور بعد الكمون

الأعراض موجودة، لكنها تظهر و تكمن، فالسكون والحركة موجودان في محل واحد، لكن تظهر الحركة و يكمن السكون و العكس

و رأى ابن بزيزة أبو محمد عبد العزيز بن إبراهيم ( ت : 673 ) أنه لا يتوقّف دليل حدوث الأعراض على إبطال الظهور و الكمون، وذلك أن الكمون و الظهور حادثان[1]، و نسبه إلى حذاق المتأخرين[2]، و يأتي شرحه في الأدلة

وجه ذكرها : أن يقال الحركة لم تطرأ و إنما ظهرت بعد أن كانت كامنة أي أنها كانت موجودة و عندما يسكن الجسم الحركة لم تنعدم و إنما كمنت أي أنها باقية و إن اختفت[3]

أبطله الجويني في "الإرشاد" من ثلاثة[4] أوجه[5]

*يلزم منه اجتماع الضدين في محل واحد و هو محال : فالحركة و السكون موجودان في محل واحدا و يختلفان في الظهور و الكمون، فكما يستحيل أن يكون المحل ساكنا ومتحركا في وقت واحد فكذلك اجتماع الحركة والسكون في محل واحد

* يلزم منه وجود الصفة مع عدم مقتضاها : فالحركة موجودة لكنها غير ظاهرة، و هذا محال عقلا و إنكار للحقائق

و لم يره ابن بزيزة حجة عليهم

*الظهور و الكمون معنيان جائزا الوجود، فيحتاجان إلى مرجح : يرجح الظهور الكمون كما هو الحال في أثرهما كالحركة والسكون، و عليه نفي الظهور والكمون ليس شرطا في قيام دليل الحدوث، و هو الذي سبق الإشارة إليه أولا

الثالثة : منع انتقال الأعراض من محلها

أي أنها تنتقل من جوهر إلى آخر

ووجه ذكرها : ما سبق في قاعدة الظهور و الكمون، أي أن اختفاءها لا لعدمها و إنما لانتقالها إلى محل آخر  

و نقل ابن بزيزة اتفاق المتكلمين و الفلاسفة على امتناعه، و ضعّف أدلة المنع[6] فلا حاجة لذكرها لعدم المخالف

و استدلّ الجويني بدليلين[7] :

الأول : انتقالها من جوهر إلى آخر يقتضي في حال انتقالها قيامها بغير جوهر و هذا قلب لحقيقتها

الآخر : نحو ما سبق مع قاعدة الظهور و الكمون، الانتقال لا بد له من موجب و الموجب لا بد له من موجب وهكذا  

و ذكر ابن بزيزة دليلا آخر :

الانتقال هو انتقال المتحيز من حيز إلى حيز لا الحال في المتحيز وهي الأعراض، فكونها في المتحيز بالتبعية للجوهر الذي هي حالة فيه، لا أنها هي متحيزة    

القرآن والعلم الحديث : "الأرض" 12

القرآن والعلم الحديث : "الأرض" 01

صفحة القرآن   


[1] الإسعاد في شرح الإرشاد ص : 167

[2] الإسعاد في شرح الإرشاد ص : 169

[3] الإسعاد في شرح الإرشاد ص : 167

[4] في "الإسعاد" أربعة و هو خطأ

[5] الإرشاد ص : 21 الإسعاد ص : 168 – 169

[6] الإسعاد ص : 172

[7] الإرشاد ص : 22 الإسعاد ص : 172

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق