القرآن والعلم الحديث : "الأرض" 10
✍بوعلام محمد بجاوي
و دليلهم :
أن الأجسام محدودة فلا بدّ أن يكون لانقسامها حد، و الأجسام تتفاوت في حجمها وذلك بحسب عدد الجواهر[1]
ثالثا : إثبات الأعراض
تعريفها : مما سبق أنها غير
متحيزة، لكن لا يكفي أن تعرف بعدم التحيز، لأنه يصدق على الله تعالى عندهم[2]
وعليه هي : غير المتحيز الذي لا يقوم بنفسه
و قيل
في تعريفها :
ما
يقوم بالجوهر
ما
يطرأ على الجواهر : كالألوان والطعوم والروائح والعلوم
والقدر والإرادات الحادثة وأضدادها والحياة والموت
ما
يستحيل عليه البقاء[3]
الثالث تعريف بحكمه، و يأتي الكلام عنه
تنوعها : و هي أجناس مختلفة
خلافا لمن يحصرها في الحركة من المعتزلة، وهذه أحد قواعد دليل الاعراض؛ لأن إثبات
الأعراض يقوم عليها، وقد نصّ ابن مجاهد أبو عبد الله محمد بن
أحمد ( ت : في حدود 370 )
أنه أحد قواعد دليل الأعراض[4]
دليل إثباتها :
الجواهر تختلف عليها الأحكام كالعلم و الجهل، و الحركة و السكون، فمن
الناس من هو عالم، ومنهم من هو جاهل، والجسم يكون متحركا ويكون ساكنا
و اختلاف الحكم إما أن يرجع :
إلى ذات الجوهر
أو إلى معنى غير ذات الجوهر
الأوّل : باطل؛ لأنه يلزم منه :
ملازمة الحكم للجوهر، لأن الجوهر علّته و الحكم يدور مع علّته وجودا
و عدما، فيلزم مثلا في زيد أن يكون عالما دائما و جاهلا دائما، و ساكنا دائما و
متحرّكا دائما، و هذا باطل
ملازمة ذلك الحكم لجميع الذوات المماثلة، أي لجميع الأجسام[5]
و
إذا بطل رجوع الاختلاف للجواهر ثبت رجوعه إلى معنى آخر
ثم ذلك المعنى إما أن لا يكون قائما بالجوهر و إما أن يكون
و الأوّل : باطل؛ لأنه يلزم أن لا يقوم بالجوهر الحكم كما في
الجواهر التي لم يقم بها ذلك الحكم، لأنها متساوية، و لا معنى لاختصاصه بذلك الحكم[6]
و ذلك المعنى القائم بالجوهر هو العرض
قواعد : في حدوث الأعراض
الأولى : الأعراض لا تبقى
و المقصود : الأعراض في تجدد دائم خلافا لما هو مشاهد، و عليه وجود
الحركة بعد السكون لا لأن الحركة أعدمت السكون، و إنما لعدم بقاء السكون، أي أن
الحركة وجدت المحلّ خاليا من السكون[7]
دليله :
البقاء
ينافي العدم، فلو بقيت ما انعدمت، دليله :
العدم يحصل بـ :
أولا : بالاختيار من الفاعل
و هذا ممتنع : لأن العدم ليس بشيء، فيفعل بالاختيار[8]
ثانيا : بغير الاختيار من فاعل، كحركة الماء
و له حالتان :
الأولى :
بحدوث ضد
و هو باطل، لأن الضدين يمنع كل منهما وجود الآخر، فالعدم يمنع الحركة
و الحركة تمنع العدم، فليس الموجود أولى من ضده[9]
الثانية : بفقدان شرط البقاء
و هو باطل، لأن هذا الشرط له حالتان :
أن يكون قديما : القديم لا ينعدم، كما يأتي في المقدمة
التالية
أن يكون حادثا : و هذا عود إلى أصل المسألة، عدمه هل هو
بالفعل المختار، أو بحوث ضد، أو بفقدان شرط، فإن كان هذا الشرط لا يبقى فهذا هو
المطلوب، و إن بقي لزم امتناع عدمه و عدم مشروطه[10]
و هذا يجري على جميع الأعراض كالألوان، فالأعراض كلها لا تبقى
القرآن والعلم الحديث : "الأرض" 11
القرآن والعلم الحديث : "الأرض" 01
[1] شرح العقيدة
البرهانية 52 – 53
[2] شرح العقيدة
البرهانية 47
[3] لمع الأدلّة
[4] رسالة إلى أهل الثغر– المنسوب
خطأ إلى الاشعري – قال : والمعرفة باختلاف أجناسها .اهـ ص : 106
[5] شرح العقيدة البرهانية 56
[6] شرح العقيدة البرهانية 57
[7] شرح العقيدة البرهانية 70
[8] شرح العقيدة البرهانية 58
[9] شرح العقيدة البرهانية 58
[10] شرح العقيدة البرهانية 69
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق