التعريف بـ مختصر الطليطلي في الفقه المالكي 01
✍بوعلام محمد بجاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه رسالة في التعريف بـ : مختصر ابن عبيد
الطليطلي علي
بن عيسى بن عبيد التجيبي ( ت : منتصف القرن الرابع )، لأن الواجب على أهل العلم أمران :
الأول : العناية بكتب الأقدمين
- و تكون :
- 1. بإخراج النص
اعتمادا على ما أمكن من النسخ الخطية
- 2. دراسة مناهج
مؤلفيها فيها
- 3. تقريب مسائل
الكتاب بتوثيق الأثار و الأقوال و وضع فهارس و كشافات
و يجمعهما علم
التحقيق، لكن التسرع و عدم أهلية المشتغل بالتحقيق أساء إلى كثير من الكتب
الآخر : التأليف و البحث في المسائل التي تحتاج إلى بحث
و هذه الرسالة
من النوع الأول، أرجو أن أوفق لما أردت، و أن أسهم في صرف المعلمين و المتعلمين
إلى هذا الكتاب، و بالله أستعين
و قد سبقه
التعريف بـ "الخصال لابن زرب"
الباب
الأول : ترجمة المؤلف، و أسانيد الكتاب و العناية به
المبحث الأول : ترجمة المؤلف
قال
القاضي عياض
بن موسى اليحصبي ( ت : 544 ) :
علي بن عيسى بن عبيد التجيبي طليطلي أبو
الحسن : أخذ بقرطبة عن :
[ أبي مروان ] عبيد الله بن يحيى [ ( ت :
298 ) ]
و [ أبي عثمان ] سعيد بن
عثمان [ التجيبي يعرف بـ : الأعناقي و العناقي ( ت : 305 ) ]
و [ أبي عمر ] أحمد بن
خالد [ المعروف بـ : ابن الجباب ( ت : 322 ) ]
و نظرائهم.
و بطليطلة عن :
[ أبي محمد ] وسيم بن سعدون ( ت : 313 ) و غيره
و كان فقيها عالما، و له مختصر مشهور ينتفع به[1]
روى عنه :
ابن مدراج [ عبد الرحمن بن عيسى ( ت : 363
) ]
و [ أبو عبد الحميد ] شكور بن حبيب [ الهاشمي ( ت : 375 ) ]
و انتقدت عليه فيه مسائل، وهي صحيحة جيدة، جارية في
الأصول، وإن خالفه فيها غيره،
و قال بعض الفقهاء من حفظه، فهو فقيه قرية، فقال ابن مغيث [ أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث بن محمد بن يونس
بن عبد الله بن محمد بن مغيث ( ت : 532 ) – شيخ القاضي عياض – و هو
مذكور في بعض أسانيد المختصر كما يأتي، و يحتمل أن يكون جد جده : يونس بن عبد الله ( ت : 429 ) و لكن عياض يسميه،
يقول فيه : القاضي يونس بن مغيث[2] و في ترجمته : القاضي يونس بن الصفار[3] ] : لو كانت مصر لمن أتقن حفظه، يريد التفقه
في أصوله.
قال أبو الأصبغ [ عيسى ]
بن سهل ( ت : 486 ) : سألت [ أبا عبد الله محمد ] ابن عتاب ( ت : 462 ) عنه
؟ فقال : كان من أهل العلم
ثم احتججت بعد ذلك عليه، في مسألة جرت بيني و بينه، بما
في مختصر ابن عبيد، فقال غير الكلام الأول.
قال [ أبو جعفر أحمد بن
عبد الرحمن ] ابن مطاهر[4] ( ت : 489 ) :
كان عبيد فقيها عالما ثقة زاهدا ورعا مجاب الدعوة محسنا في تعليمه قانعا، يأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر حتى استثقله أهل طليطلة، فانحاز عنهم الى قرية كان له
بها جنة، يحفرها و يعتملها بيده، و يقوم منها حاله، و كان الطلبة ينهضون إليه، بها،
فيأخذون عنه، و بلغه رغبة الحكم المستنصر في استجلابه، ففرّ عن موضعه. و كان ابن الفخار [ أبو عبد الله محمد بن عمر ( ت : 419 ) ] يقول : يا أهل طليطلة، كتابان جازا قنطرتكم، وتلقاهما
الناس: "تفسير [ الموطأ" لـ : ] يحيى
[ بن إبراهيم ] بن مزين ( ت : 259 )، و "مختصر" ابن عبيد[5]
وسأله رجل أن يكتب له الى قائد طلبيرة في ردّ مال غصبه
له، فكتب إليه : من علي بن عيسى إلى الظالم يحيى، ردّ على الرجل ماله، واتق
الله، وإياك ودعوة المظلوم، فليس بينها وبين الله حجاب. فقال الرجل : لست أحمل هذا
الكتاب أبدا، فبلغ ذلك العامل، فردّ مظلمته .اهـ[6]
و جاء في بعض أسانيد "المختصر" – كما يأتي – :
... حدثني به أبو القاسم خلف بن يحيى الطليطلي - قراءة مني عليه - قال حدثنا به أبو
عبد الحميد شكور بن حبيب الهاشمي قال حدثنا الرجل الصالح أبو الحسن علي بن عيسى
بن عبيد التجيبي الطليطلي مؤلفه رحمه الله .اهـ[7]
[1] إلى هنا اقتباس
من تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي 1 / 408 –
ترجمة : 921
[2] 2 / 85 - 6 / 107 - 7 / 18 - 8 / 117
[3] 8 / 15
[4] في ترتيب
المدارك : "بن مظاهر" 1 / 30 ، 6 / 132 ، 7 / 30 ، 32 زيادة على هذا الموضع
[5] يأتي الكلام عن الثناء على
"المختصر" ص : 3
[6] ترتيب المدارك 6 / 171 – 172
[7] فهرسة ابن خير 306
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق