الجمعة، 9 نوفمبر 2018

أدب المنشورات 10

أدب المناشير 10

أدب المنشورات 10

بوعلام محمد بجاوي



✍✍✍
للقائمين على التعليم الابتدائي
17 مارس 2016 [ 28 ]
للقائمين على التعليم الابتدائي في البلاد الإسلامية إذا لم يكن غرضكم محاربة الإسلام في دياره، لما عدلتم بأولاد المسلمين عن كتاب ربهم و سنة نبيهم و الضروري من دينهم ؟ 
قال ابن خلدون أبو زيد عبد الرحمن بن محمد ( ت : 808 ) : اعلم أنّ تعليم الولدان للقرآن شعار الدّين أخذ به أهل الملّة ودرجوا عليه في جميع أمصارهم لما يسبق فيه إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده من آيات القرآن وبعض متون الأحاديث. و صار القرآن أصل التّعليم الّذي يبنى عليه ما يحصل بعد من الملكات. و سبب ذلك أنّ التّعليم في الصّغر أشدّ رسوخا وهو أصل لما بعده لأنّ السّابق الأوّل للقلوب كالأساس للملكات. وعلى حسب الأساس وأساليبه يكون حال من يبنى عليه . اهـ[1]
✍✍✍
لمن يطلب المعالي
19 مارس 2016 [ 29 ]
من حدثته نفسه بطلب المعالي عليه أن يصبر على أمرين متلازمين : الغربة، و الظلم و الأذى
من الجهال : الذي يَحْكمون على العلم بالجهل، فتجدهم يقبلون على القصاص الجهال و يعادون العلماء 
قال مسلم بن الحجاج ( ت : 261 ) – صاحب الصحيح – : و اعلم - وفقنا الله واياك - أن لولا كثرة جهلة العوام، مستنكري الحق ورادّيه بالجهالة لما بان فضل عالم على جاهل، و لا تبين علم من جهل، و لكن الجاهل ينكر العلم لتركيب الجهل فيه، وضد العلم هو الجهل فكل ضد ناف لضده دافع له لا محالة، فلا يهولنك استنكار الجهال و كثرة الرعاع لما خصّ به قوم وحرموه، فإن اعتداد العلم دائر الى معدنه والجهل واقف على أهله. اهـ[2]
من العلماء و إن انتسبوا إلى السنة و الجماعة : الذين لم يبلغوا الدرجة العالية التي وُفقتَ إليها، فيمنعهم الحسد من الاعتراف لك بالسبق و يدفعهم حب الرئاسة إلى تجييش الناس عليك، وحجب نور الشمس عنك حتى لا تدركك الأبصار
قال ابن رجب عبد الرحمن بن أحمد ( ت : 795 ) : و لهذا كان علماء الدنيا يبغضون علماء الآخرة، و يسعون في أذاهم جهدهم، كما سعوا في أذى سعيد بن المسيب و الحسن و سفيان و مالك و أحمد و غيرهم من العلماء الربانيـين، و ذلك لأن علماء الآخرة خلفاء الرسل، و علماء السوء فيهم شبه من اليهود، و هم أعداء الرسل و قتلة الأنبياء و من يأمر بالقسط من الناس، و هم أشد الناس عداوة و حسدا للمؤمنين، و لشدة محبتهم للدنيا لا يعظمون علما و لا دينا و إنما يعظمون المال و الجاه و التقدم عند الملوك . اهـ[3]
قال المكودي أبو زيد عبد الرحمن بن علي ( ت : 807 ) في أول نظمه في الصرف، و هذا الذي دفعني للكتابة :
هذا مع الجهد وشغـل البال 🔅 والاضطرار واضطراب الحال
و قلة الـمسـعــد و الـمعـين 🔅 و حـسد الـتـلـمـيـذ والـقــرين
فـجاهـل في نقـده تـعــسف 🔅 و عالـم فـــي بـحثه لا ينصف
و من شعر الطغرائي أبي إسماعيل الحسين بن علي ( ت : 513 ) في غير اللامية :
و الناس إما ظالم أو جـاهل 🔅 فمتى أطيق تكرّما و تـكلّما
✍✍✍
تميـيز مجالس الفتوى عن درس الأحكام
1 أفريل 2016 [ 30 ]

الفتاوى : تنزيل الأحوال على النصوص أو نظائرها المعلوم حكمها : و طريقها سؤال الفقهاء العالمين بـ 
أولا : الأحكام ( ما يحل وما يحرم، ما يستحب و ما يكره، وما يباح )
ثانيا : عللها و مقاصدها 
ثالثا : تكييف الأحوال و تنزيلها على النصوص أو ما يناظرها من الصور المعلوم حكمها 
أما فقه الأحكام : فطريقه لمن يزعم أنه من طلبة العلم درس الفقه، لا طريق لها إلا ذلك، فالفقه لا ينال بـ : مجالس الفتوى و السؤال، و هذه مصيبة كثير وغالب من ينتسب للسلف، مستفتين و مفتين، لأنهم تربوا على ما يربون عليه طلبتهم، وعقم هذه الطريقة ظاهر في أصحابها، ضعف الملكة الفقهية مع إساءة الظن بمن أوتيها من السلف و الخلف، فذم التقليد لا يمنع من أن يكونَ أوّلَّ مراتبِ و درجاتِ العلمِ، بل هو المتعين . 
الهـــــــامش
[1] مقدمة ابن خلدون : الفصل التاسع والثلاثون في تعليم الولدان واختلاف مذاهب الأمصار الإسلامية في طرقه
[2] التمييز 45
[3] ورثة الأنبياء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق