السبت، 11 أكتوبر 2025

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 29

النبوات وفضائل نبينا 29

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 29

✍بوعلام محمد بجاوي

وقول النبي صلى الله عليه وسلم في أحد: هذا ‌جبل ‌يحبنا ونحبه، فأثبت له المحبة

البخاري (3367) حدثنا عبد الله بن مسلمة [القعنبي] عن مالك [بن أنس] عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع له أُحد، فقال: هذا ‌جبل ‌يحبنا ونحبه، اللهم إنّ إبراهيم حرّم مكة وإني أحرم ما بين لابَتيها [يعني المدينة[1]]. رواه عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم [4084. و7333 من طريقين عن مالك. و2889 من طريق محمد بن جعفر عن عمرو. – ورواية مالك ومحمد مختصرة – و5425 ومسلم 462 - (1365) من طريق إسماعيل بن جعفر عن عمرو و2893 ومسلم 462 - (1365) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القارّي عن عمرو – روايتهما، إسماعيل ويعقوب تامّة – و4083 ومسلم 504 - (1393) من طريق قتادة سمع أنسا و1481 و4422 ومسلم 503 - (1392)، 11، 12 - (1392) من حديث أبي حميد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم الموضع الأول تاما، و1482 من طريق سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم إن كانت محفوظة، والظاهر أن الصواب عن أبي حميد[2].

وحديث عبد الله بن زيد الذي أشار إليه أخرجه 2129 ‌‌باب بركة صاع النبي صلى الله عليه وسلم ومدهم. كتاب البيوع، ولفظه: إن إبراهيم حرم مكة ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة، ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة]

وخاطب النبي صلى الله عليه وسلم أُحدا

البخاري (3675) حدثني محمد بن بشار [بُندار] حدثنا يحيى [بن سعيد القطان] عن سعيد [بن أبي عروبة] عن قتادة [بن دعامة السدوسي] أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحدا، وأبو بكر وعمر وعثمان، ‌فرجف ‌بهم، فقال: اُثبت أحد، فإنما عليك نبي، وصديق، وشهيدان. [3686 حدثنا مسدد (بن مسرهد) حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد. وقال لي خليفة: حدثنا محمد بن سواء وكهمس بن المنهال قالا: حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أُحد، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، ‌فرجف ‌بهم فضربه برجله قال: اُثبت أُحد، فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيدان. 3699 حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سعيد عن قتادة أن أنسا رضي الله عنه حدثهم قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أُحدا، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف، وقال: اسكن أُحد – أظنه –: ضربه برجله فليس عليك إلا نبي، وصديق، وشهيدان.]

الثالث: معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في تسليم الحجر

والآية لا تكون دليلا على النبوة حتى تكون ظاهرة يراها ويسمعها الناس، فلا تكون الآية التي هي دليل على النبوة بإخبار النبي نفسه، وإنما بمشاهدة الناس لها، لكن إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أمته بها؛ ليعرفوا قدره ومكانته، وقد يكون امتحانا، من يثبت على إيمانه فيصدق، ومن يُكذّب، فينقلب على عقبيه خسر الدنيا والآخرة، كما أخبر عن الإسراء والمعراج

قال القرطبي: وقوله "إني لأعرفه الآن" يعني: أنه صلى الله عليه وسلم كان وقت حدثهم بهذا الحديث يعرف الحجر معرفة من كان يشاهده. وقيل: إن ذلك الحجر: هو الحجر الأسود، والله أعلم.اهـ[3]

الرابع: في معنى هذه المعجزة

أشار القرطبي أبو العباس، إلى اثنين: حنين الجذع، وتسبيح الحصى، وأقرب منهما: تسليم الشجر

أولا: تسليم الشجر والجبل

الترمذي (3626) حدثنا عباد بن يعقوب الكوفي حدثنا الوليد بن أبي ثور عن السدي عن عباد بن أبي يزيد عن علي بن أبي طالب قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله

قال الترمذي أبو عيسى محمد بن عيسى (ت: 279): هذا حديث غريب، وروى غير واحد عن الوليد بن أبي ثور، وقال: عن عباد أبي يزيد منهم فروة بن أبي المغراء.اهـ

فيه:

الوليد بن أبي ثور (عبد الله): ضعيف، ومنهم من تركه[4]

وعباد بن أبي يزيد (عباد أبو يزيد): مجهول، قال الذهبي أبو عبد الله محمد بن أحمد (ت: 748): عن علي رضي الله عنه، لا يدري من هو. تفرد عنه إسماعيل السدى بحديث: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فما استقبله شجر ولا جبل إلا سلم عليه.اهـ[5]

ثانيا: حنين الجذع

البخاري (3583) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان حدثنا أبو حفص واسمه عمر بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء قال سمعت نافعا عن ابن عمر رضي الله عنهما  كان النبي صلى الله عليه وسلم ‌يخطب ‌إلى ‌جذع، فلما اتخذ المنبر، تحوّل إليه، فحن الجذع فأتاه فمسح يده عليه.

وقال عبد الحميد[6] أخبرنا عثمان بن عمر أخبرنا معاذ بن العلاء عن نافع بهذا.

ورواه أبو عاصم عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم

أخرجه الترمذي (505) وقال: وفي الباب عن: أنس وجابر وسهل بن سعد وأُبي بن كعب وابن عباس وأم سلمة.

أخرج أبن ماجه حديث: أُبي بن كعب (1414) وأنس بن مالك (1415) وجابر بن عبد الله (1417)

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 30

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 01


[1] قال القسطلاني: [لابتيها] بتخفيف الموحدة [الباء غير مشددة] تثنية لابة، وهي الحَرَّة الأرض ذات الحجارة السود، والمدينة ما بين حرتين عظيمتين: إحداهما شرقية والأخرى غربية، ووقع عند أحمد من حديث جابر "وأنا أحرم ما بين حرتيها".اهـ إرشاد الساري 3 / 330 وقال: والمدينة بين لابتين شرقية وغربية، ولها لابتان أيضًا من الجانبين الآخرين إلا أنهما يرجعان إلي الأوليين لاتصالهما بهما فجميع دورها كلها داخل ذلك.اهـ 3 / 333 وقال في الحَرَّة : بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء في أرض ذات حجارة سود بظاهر المدينة النبوية كأنها أحرقت بالنار.اهـ 1 / 300

[2] ينظر: فتح الباري 3 / 346

[3] المفهم 6 / 51 – 52

[4] ميزان الاعتدال 4 / 340 – 341 – ترجمة: ‌‌9377

[5] ميزان الاعتدال 2 / 378 – ترجمة: ‌‌4148

[6] قال القسطلاني: جزم المزي بأنه عبد بن حميد الحافظ المشهور [صاحب المسند] قال: وكان اسمه عبد الحميد. وقيل له عبد بغير إضافة تخفيفًا.اهـ إرشاد الساري 6 / 45 قال المزي [أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (ت: 742)] في عبد الحميد بن حميد: هو عبد بن حميد. 16 / 428 وقال: في ترجمة عبد بن حميد: وقال البخاري في دلائل النبوة من"صحيحه" عقيب حديث: يحيى بن كثير أبي غسان عن أبي حفص بن العلاء عن نافع عن ابن عمر في حنين الجذع: وقال عبد الحميد: حدثنا عثمان بن عمر قال: حدثنا معاذ بن العلاء، عن نافع بهذا. فقيل: إنه عبد بن الحميد. وقال أبو حاتم بن حبان في كتاب "الثقات" 8 / 401: عبد الحميد بن حميد بن نصر الكسي، وهو الذي يقال له ‌عبد ‌بن ‌حميد، وكان ممن جمع وصنف.اهـ 18 / 527

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق