بوعلام محمد بجاوي
دعوى مخالفته للعلم :
في الخالق :
كما هو حال علم
الكلام – تبعا للفلاسفة – الذي يرى رؤية الله تعالى وإثبات الصفات له تشبيها،
فوجود الله عندهم معنوي كما هو حال الفلاسفة الذين جعلوا الله "العلّة"،
ونهايته تأليه الطبيعة، فإذا كان الله معطلا عن الفعل عند جميع المتكلمين
والفلاسفة، من الفاعل ؟ لكن المتكلمين منهم من يقول الخلق هو المخلوق، ومنهم من
يقول خلق بإرادة – وهي صفة معنوية – قديمة واحدة
وفي المخلوق :
العلوم توظف في نشر الإلحاد ومحاربة الأديان، وتحقير
الإنسان، بعبارة مختصرة توظف في خدمة الشيطان
كما هو حال :
"علم الفلك" – "علم الهيئة"
–، فهو يتعارض مع القرآن جملة وتفصيلا
فالكون عندهم فضاء لا حدّ له، فيه مجرات كثيرة كل مجرة
تحوي كواكب صخرية أو غازية كـ "المشتري" في مجرتنا، تدور حول كوكب عظيم
يؤثر فيها بجاذبيته، يجعلها تدور حوله وهو في مجرتنا "الشمس"، ولكل كوكب
جاذبية، وقد يكون له كواكب يؤثر فيها بجاذبيته يبقيها تدور حوله، كـ "الأرض"
و "القمر"، نشأ عن انفجار قبل ملايير السنين، ولا زال يتوسع
نتيجة هذا الانفجار، ولا وجود للسماء في هذا النظام
"الجيولوجيا" Geology علم الأرض، وما تفرّع عنها
مثل علم نشأة الأرض "الجيومورفولوجيا" Geomorphology
وهو
متمم لـ "علم الفلك" فالأرض – عندهم – كوكب حقير صغير من كواكب
"المجموعة الشمسية"، فهو يؤكد ما توصل إليه "علم الفلك"
"البيولوجية"
biology علم
الأحياء : وتسخيره في تأكيد نظرية التطور، وأن الكائنات لم تخلق كما هي، وإنما
تطورت أو طورت نفسها لتتلاءم مع بيئتها والطبيعة، ومنها الإنسان فمن مراحله أنه قرد،
ويخدم فكرة الإلحاد، فالكائنات هي التي طورت نفسها، ومن فروعه "علم أحياء الحفريات"
Paleobiology التي
لها نفس الهدف وتوظيفه في "علم الفلك" وجود الديناصورات وأنها انقرضت باصطدام
"نيزيك" صخرة عملاقة، والنيازك لها دور كبير عندهم في تشكل
الكواكب
"علم التاريخ والآثار القديمة" : وهو علم دخله زيف كبير أيضا كالعلوم التي تنسب كذبا إلى الإغريق – اليونانية
القديمة – الخرافيين، وتصويرهم أصل الحضارة الإنسانية، مع أن المعروف عنها
الأساطير والخرافات
وبالرجوع إلى "علم الفلك"
نجده يمجد الحضارة الإغريقية – اليونانية القديمة – فأسماء الكواكب المكتشفة حديثا
وبعض التضاريس عليها والرحلات الفضائية المزعومة والبحوث أو الدراسات بأسماء آلهة
الإغريق بلغتها أو باللغة الرومانية التي هي امتداد لها، تبنت آلهتها وإن غيرت
أسماء كثير منها، وسمت بها الكواكب المعروفة في زمنهم
واستمر ذلك في عهد النهضة :
"جاليليو جاليلي"
أو "غاليليو غاليلي" Galileo Galilei سمى أقمار المشتري الأربعة بأسماء من أساطير الإغريق : "أوروبا" Europa "كاليستو" Callisto، "غانيميد" Ganymede، و "آيو" IO
وفي العصر المعيش استمروا على هذا التقليد
"نبتون"
Neptune
الكوكب : وهي التسمية الرومانية
للإله الإغريقي "بوسيدون" Poseidon إله الماء
"ديمثر"
Demeter إلهة الطبيعة والنبات والفلاحة :
اسم لدراسة
"جونو" Juno اسم المهمة
الفضائية لاكتشاف المشتري، وهو الاسم
الروماني للإلهة "هيرا" Hera أخت وزوجة "زيوس" Zeus وهو Jupiter الذي سمي به "المشتري" أب الألهة، وأشهر مثال "أبولو" Apollo الرحلة المزعومة إلى القمر
"هيفايستوس" Hephaestus وهي التسمية الإغريقية وعند الرومان "فولكانوس"
Vulcanus رب الحدادة والنار والصناعة : اسم تضاريس على كوكب
المريخ لأها تشبه النحث
وليس الاختيار عشوائيا، بل اختاروا الأسماء لتحاكي
العقائد عقائد الإغريق، والعلم الحديث يجعل أكبر كواكب المجموعة الشمسية "المشتري"
Jupiter أب الآلهة
وقد تستعمل نظرياتهم في الطعن في القرآن كطعن بعضهم في
قوله تعالى ] وشروه
بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين [ [ يوسف : 20 ] بأن الدراهم – وهي النقود الفضية – لم تكن
قد اكتشفت بعد
فجميع علومهم تخدم الإلحاد وعبادة الشيطان، وأصحاب العلم
الحديث ينتقصون الأديان ويعتبرونها خرافة، ثم هم يمجدون الإغريق أو اليونان، وكذا
الأديان الشرقية الباطنية الروحانية ينشرونها ويعصرنونها حتى يخدعوا الناس، ومثلها
الفرق الدينية المتأثرة بهذه الأديان كالطرق الصوفية الغالية المنتسبة إلى الإسلام
وفي القرآن : الأرض عظيمة مسطحة والسماء فوقها كالقبة و النجوم
والكواكب و هي أنوار لا صخور تزين السماء، والأرض سبعة أرضين، والسماء سبع سماوات.
وخلق الله الإنسان رجلا كاملا جسدا ثم نفخ فيه الروح –
وهو آدم عليه السلام –
وخلق له من نفسه امرأة – هي حواء –، وهما أصل البشر، منهما تفرعوا، فالله ابتدأ
خلق الإنسان من طين ثم من ماء الرجل والمرأة
الطعن في السنة :
قال : وعلى حديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم بالتكذيب : وهو لا يدري من نقله .اهـ[1]
رد السنة جملة بأمرين :
تكذيب ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وهذا
الذي نصّ عليه "ابن قتيبة"
نفي كون السنة النبوية حجة شرعية : والاقتصار على القرآن، والقرآن نفسه يحيل على السنة، على
طاعة رسوله، ولا يعلم أمر النبي صلى الله عليه
وسلم ونهيه إلا بالنقل عنه بالإسناد
المتصل، لكنهم يستدلون بالآيات التي فيها أن القرآن تبيان لكل شي وما في معناها،
والقرآن تبيان لكل شيء؛ لأنه أحال على السنة وأمر بالرجوع إليها، وأحال على
الإجماع، ففي أمره بالرجوع عند الاختلاف إلى الكتاب والسنة ] يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي
شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ] [ النساء : 59 ] دليل على أنهم
عند الاتفاق موافقون للكتاب والسنة، ودليل على القياس على حكم الكتاب والسنة
وأكثر دعاة الباطل في هذا الزمان حول هذا يدندنون، فهم
يدعون إلى :
الاقتصار على القرآن
الطعن في علماء الأمة
فالطعن في السنة له مقصدان :
الأول : إبطال السنة نفسها
الآخر : الطعن في العلماء؛ لأنهم يتهمون العلماء بوضعها
وبهذا يتسنى لكل واحد أن ينظر في القرآن بنفسه ويفهمه
على فهمه، والصحيح على هواه دون رجوع إلى اللغة وطريقة بيان القرآن للأخبار
والأحكام
فعندما يقولون إن الصلاة في القرآن ثلاث صلوات وأنها
دعاء، لا يسعون إلى إبطال الصلاة أصالة وإنما الطعن في السنة والمحدثين الذين
نقلوها والفقهاء الذين قالوا وعملوا بمقتضاها
ويظهرون التعظيم للقرآن والذب عنه، ولا يشك منصف أنهم يسعون إلى الذب عن الكفر
الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 21
الرياض المزهرات في شرح البردة والمعلقات 01
[1] أدب الكاتب ص : 10
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق