الأربعاء، 28 أغسطس 2019

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 04

النبوات وفضائل نبينا محمد 04

النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 04

✍بوعلام محمد بجاوي 


باب كونه مختارا من خيار الناس في الدنيا وسيدهم يوم القيامة
تضمنت ترجمة الباب – و تراجمُ الأبواب من شراح الصحيح، لأن مسلما لم يُبَوِّب كتابه، ولم يلتزم القرطبي ترتيب مسلم للأحاديث[1] – أمرين :
الأوّل : أن النبي صلى الله عليه وسلم من خيار الناس
الآخر : أن النبي صلى الله عليه وسلم سيّد الناس يوم القيامة
والأحاديث – وعددها ثلاثة أحاديث – أعمّ من ترجمة الباب، فقد تضمنت أيضا :
أنه أول من ينشق عنه القبر
وأوّل شافع وأول مشفع
وأنه أكثر الأنبياء تابعا ذُكر في سياق الرجاء "أرجو أن أكون" يوم القيامة وضمنه اختصاصه بالمعجزة الخالدة وهي القرآن التي بسببها كان أكثر تابعا
ويمكن أن يقال أنها تابعةٌ لسيادته يوم القيامة
الحديث الأول :
عن وَاثِلَةَ بنَ الأَسقَعِ قال : سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ اصطَفَى كِنَانَةَ مِن وَلَدِ إِسمَاعِيلَ، وَاصطَفَى قُرَيشًا مِن كِنَانَةَ، وَاصطَفَى مِن قُرَيشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصطَفَانِي مِن بَنِي هَاشِمٍ.
المسألة الأولى : سند الحديث
مسلم 1 - (2276) حدثنا محمد بن مهران الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم، جميعا عن الوليد [ بن مسلم ] قال ابن مهران : حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي [ عبد الرحمن بن عمرو ] عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع
ولم يخرجه البخاري محمد بن إسماعيل ( ت : 256 ) في الصحيح، لأن "أبا عمار شداد بن عبد الله" ليس من شرطه، وأخرج له في "الأدب المفرد"[2]، وأخرجه في التاريخ الكبير ( 1 / 4 ) والأوسط[3] ( 1 / 9 ) : حدثني سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال حدثنا الوليد بن مسلم وشعيب بن إسحاق قالا حدثنا الأوزاعي
و أخرجه الترمذي (3606) عن البخاري وقال : حديث حسن غريب
وأخرجه (3605) عن خلاد بن أسلم عن محمد بن مصعب عن الأوزاعي...
وقال : هذا حديث حسن صحيح.
ويروى من طرق أخرى، كلها عن الأوزاعي : ابن أبي عاصم في السنة (1495) والآحاد والمثاني (894)، مسند أبي يعلى (7487) المعجم الكبير ( 22 / 66 – حديث : 161 ) ...
مدار الحديث على : الأوزاعي عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع
ويرويه : سليمان بن داود أبي سليمان اليمامي : حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثنا عبد الرحمن بن عمرو حدثنا سداد قال سمعت واثلة بن الأسقع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم واتخذه خليلا، ثم اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، ثم اصطفى من ولد إسماعيل نزارا، ثم اصطفى من ولد نزار مضر، واصطفى من ولد مضر كنانة، ثم اصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفى من بني هاشم بني عبد المطلب واصطفاني من بني عبد المطلب
أخرجه : الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق ( 1 / 120 – ط : المعلمي )
سليمان بن أبي سليمان : ضعيف متروك[4]
وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (896) عن [ أبي شرحبيل ] عيسى بن خالد عن أبي اليمان الكم بن نافع عن إسماعيل [ ابن عياش ] عن صفوان [ بن عمرو الحمصي السكسكي ]عمّن حدثه عن واثلة عن النبي صلى الله عليه وسلم
المسألة الثانية : متن الحديث
المعنى المقصود : بيان فضل النبي صلى الله عليه وسلم نسبا
و يتضمن هذا معنىيين آخرين يقوم بهما المعنى المقصود، هما :
الأول : نسب النبي صلى الله عليه وسلم
الآخر : فضل النسب العربي
ويتضمن معنى آخر متعلق بالعقيدة في "النبوة" وهو أن : 
النبوة اصطفاء من الله تعالى لا مرتبة تدرك بالاجتهاد
المعنى الأول : نسب النبي صلى الله عليه وسلم
في الحديث : النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم، و بنو هاشم من قريش، و قريش من كنانة، وكنانة من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام
كِنانة : هو ابن خُزيمة بن مُدْرِكة بن إِلياس بن مُضَر بن نِزار بن معدّ بن عدنان ... من ولد إسماعيل عليه السلام
وجاء في حديث أنه من بني : النضر بن كنانة، وذلك أن كنانة له أولاد غير النضر  
قال محمد ابن إسحاق – صاحب السيرة –  ( ت : 151 ) : فولد كنانة بن خزيمة أربعة نفر: النضر بن كنانة، و مالك بن كنانة، و عبد مناة بن كنانة، و ملكان بن كنانة .اهـ[5]
وقال الطبري أبو جعفر محمد بن جرير ( ت : 310 ) : النضر قيس [ "النضر" لقب، و "قيس" هو الاسم، فهو قيس الملقب بـ النضر ] ، وأمه برّة بنت مر بن أد بن طابخه، و إخوته :
لأبيه وأمه : نضير و مالك و ملكان و عامر و الحارث و عمر وسعد و عوف و غَنْم و مَخْرَمة و جَرْوَل و غَزْوان و حُدال
وأخوهم من أبيهم : عبد مناة .اهـ[6]
زاد : نضير و عامر و الحارث و عمر وسعد و عوف و غَنْم و مَخْرَمة و جرول و غَزْوان و حُدال
البخاري (3491) حدثنا قيس بن حفص حدثنا عبد الواحد [ بن زياد ] حدثنا كليب بن وائل[7] قال حدثتني ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت أبي سلمة، قال : قلت لها: أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، أكان من مُضَر؟ قالت : فممن كان إلا من مضر!، من بني النضر بن كنانة
(3492) حدثنا موسى [ بن إسماعيل التبوذكي ]حدثنا عبد الواحد حدثنا كليب حدثتني ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم وأظنها زينب قالت : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء، والحنتم، والنقير، والمزفت
وقلت لها: أخبريني، النبي صلى الله عليه وسلم ممن كان من مضر كان؟ قالت : فممن كان إلا من مضر!  كان من ولد النضر بن كنانة
قال ابن حجر أبو الفضل محمد بن علي ( ت : 852 ) : وإلى "كنانة" تنتهي أنساب أهل الحجاز .اهـ [8] 


[1] قال القرطبي في مقدمة "المفهم" وهو شرحه على تلخيصه لكتاب مسلم : فلما حصل من تلخيص كتاب مسلم وترتيبه وتبويبه المأمول .اهـ 1 / 83
[2] تهذيب الكمال 12 / 400
[3] مطبوع خطأ بعنوان : "التاريخ الصغير" تحقيق : محمود إبراهيم زايد
[4] ميزان الاعتدال 2 / 202 – 203 – ترجمة : 3449
[5] السيرة لابن هشام 1 / 93 – ط السقا
[6] تاريخ الرسل والملوك (تاريخ الطبري) 2 / 266
[7] قال ابن حجر : هذا هو المحفوظ، ورواه عفان [ بن مسلم ] عن عبد الواحد فقال : عن عاصم بن كليب. أخرجه الإسماعيلي، وهو خطأ من عفان.  وكليب بن وائل : تابعي وسط كوفي أصله من المدينة، وهو ثقة عند الجميع إلا أن أبا زرعة ضعفه بغير قادح وليس له في البخاري سوى هذا الحديث .اهـ فتح الباري 6 / 528
[8] فتح الباري 6 / 529

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق